بسم الله الرحمن الرحيم
ظاهرة مرضية تتميز بتكون بللورات أو كريستالات داخل المثانة البولية، والتى تسبب بدورها التهاب وصعوبة فى التبول أو بول مدمم. وأحياناً كثيرة قد ينتج انسداد لمسار البول مما يشكل خطراً بالغاً على حياة القط.
يصاب بهذه الظاهرة حوالى 1% من القطط. وللأسف حتى بعد العلاج نسبة تكرار حدوثها فى نفس المريض تبلغ 35%.
تبدأ الإصابة من سن ثلاث سنوات فما فوق (قد يختلف هذا المرض ولكن هذا هو المذكور فى الكتب!!)
سميت ظاهرة لأن السبب غير معروف، وإنما تشترك عدة عوامل فى تكون هذه الظاهرة.
ذكران القطط معرضة أكثر من الإناث لهذه الظاهرة، نظراً لضيق قناة مجرى البول مما يعرضها لتراكم البللورات أكثر من تلك فى الإناث.
العوامل المسببة للظاهرة
قد يكون السبب هو عدوى فيروسية (ربما فيروس الـ"هربس")
هذه العدوى تثير تكون مادة مخاطية والتى تسبب صعوبة فى التبول أو بولاً مدمماً.
تتكون البللورات داخل القناة البولية فى معظم القطط، وتتحد مع المادة المخاطية التى ذكرتها مسببة ما "سدادات" تسد القناة البولية فى الذكور.
أما فى الإناث، أو فى الذكور ولكن عندما تكون نسبة البللورات قليلة: تمر هذه المادة المخاطية مع البول محدثة أعراض عسر تبول أو بول مدمم ولكن بدون انسداد.
السمنة أيضاً تشكل أحد هذه العوامل.
ارتفاع نسبة الأملاح المعدنية وعلى وجه الخصوص المغنسيوم فى الطعام.
الأعراض
فى البداية تسبب البللورات تهيجاً فى المثانة البولية، فيسبب ذلك تبول فى عدة أماكن غير صندوق الرمل خصوصاً الأماكن الرطبة مثل حوض الاستحمام "البانيو"، ويسبب أيضاً زيادة اللعق والتنظيف من القط لفتحة الإخراج.
نقطة مهمة هى أن صاحب القط قد يشكو من "إمساك" --لدى القط وليس لديه طبعاً!—لأنه يرى القط يمكث وقتاً طويلاً فى صندوق الرمل، ولكن الحقيقة أن السبب هو صعوبة التبول وليس إمساك...
كما نرى عسراً فى التبول وألم أو صراخ، وقد نرى دم فى البول.
ويفقد القط شهيته ويصبح مائلاً للعصبية.
وإذا حدث انسداد جزئى أو كلى لمجرى البول نلاحظ خمول، قئ ويكون البطن منتفخاً ومؤلماً عند الضغط عليه.
التشخيص
ما سبق ذكره من أعراض كاف جداً لمعرفة المرض، نلاحظ أيضاً أن المثانة تكون منتفخة وظاهرة عند تحسسها.
طبعاً توجد طرق أخرى للتشخيص معملياً لا داع لذكرها مثل بعض التحاليل للكشف عن بعض إنزيمات الكلية فى الدم وارتفاع السميات فى الدم وأخذ عينة لعمل مزرعة ...إلخ.
العلاج
يجب التوجه فوراً للطبيب البيطرى، لأن صاحب القط غالباً ما يلاحظ الحالة بعد ظهور الأعراض المؤلمة مثل عسر التبول أو البول المدمم مما يدل على حدوث الانسداد.
يجب أن يزود القط بالمحاليل الوريدية لتخفيف نسبة السميات التى فى الدم.
ينبغى أن يكون لدى الطبيب القسطرة الخاصة للقطط وأن يقوم بتركيبها لإزالة الانسداد وإعادة المسار الطبيعى للبول. ثم يقوم بإدخال محلول الملح الفسيولوجى وإخراجه عدة مرات حتى يتم التأكد من إزالة كل البللورات...
من المفيد أيضاً المضادات الحيوية لأن البول يعتبر وسط "شهى" جداً لنمو الميكروبات!
أما فى القطط التى لم يحدث لها انسداد ولكن بقية الأعراض موجودة، ينبغى حقنها بباسطات العضلات الملساء ومضادات الالتهاب، وليس من الضرورى تقديم المضادات الحيوية إلا لو ثبت وجود عدوى بالتحليل المعملى.
يجب تشجيع القط على شرب كميات وفيرة من الماء، وممكن وضع قليل من ملح الطعام إلى الماء وإذا لم يشرب كثيراً، من الممكن حقنه بالمحاليل تحت الجلد.
يزداد تكون البللورات فى الوسط القلوى وعندما تميل نسبة حموضة البول إلى القلوية، لذلك فمن المهم أن يكون البول حامضى الوسط
.الطعام
توجد لدى بعض الأطباء نوعيات من الطعام مخصصة لكى تجعل البول حامضى الوسط، ويجب أن يستمر القط على تناول مثل هذه الأطعمة لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر وإلا يجب استشارة الطبيب فى ذلك.
الوقاية
يتفق معظم الباحثون على أن التغذية تعتبر من أهم العوامل المؤثرة فى حدوث هذه الظاهرة، خصوصاً محتوى المغنسيوم وبقية الأملاح المعدنية فى الطعام.
لذلك يجب عند شرائنا لطعام القطط أن تكون نسبة الأملاح المعدنية أقل من أو تساوى 5% والمغنسيوم أقل من أو تساوى 0.1%.
للأسف معظم الأغذية فى الأسواق أكثر من هذه النسب، لكننى رأيت فى الفترة الأخيرة فى محل فى القاهرة نوع مصمم خصيصاً للوقاية من هذه الظاهرة FUS ستجدون ذلك مكتوباً عليه...
توجد نقطة ليتنا نطبقها جميعاً وهى أن نعود القطط على نظام الوجبات فى أوقات محددة وليس طوال الوقت، ثبت أن القطط عند تناولها الطعام يتجه البول ناحية الوسط القلوى وبالتالى يسهل ذلك تكون البللورات، فإذا كان الطعام مستمر طوال اليوم حتى لو بكميات قليلة، فهذا يعتبر من ضمن العوامل التى تسهل حدوث هذه الظاهرة.
لذا من الأفضل تعويد القط على نظام الوجبات...
أيضاً يجب الوقاية من السمنة عن طريق اللعب مع قطك مثلاً، وتوجد بعض الأغذية تسبب فقد للوزن (لكننى لم أرها فى الواقع)!!
كما ذكرت قد يتكرر حدوث الحالة فى المستقبل، توجد عملية جراحية عبارة عن إزالة جزء من مقدمة العضو التناسلى للقط وتوسيع فتحة مجرى البول وهى خيار نهائى بعد استنفاذ طرق العلاج والوقاية...
أخبرنى أحد أساتذتى أن الخصى يقلل من عودة تكرار الحالة بنسبة 80%!!
فى النهاية أطلب من كل من لديه قط أو قطة أن يلاحظه باستمرار، خصوصاً الذكور، يلاحظ حيويته ويلاحظه أثناء الإخراج، وأن يحسن انتقاء الأطعمة المناسبة له...